إيران زادت صادرات النفط في شهر كانون الثاني / يناير ٢٠٢١, خصوصا إلى الصين

تشير التقديرات الأولية إلى أن إيران شحنت ما بين ٨٠٠,٠٠٠ ألف برميل في اليوم إلى مليون برميل في اليوم من الخام والمكثفات الشهر الماضي, شهر كانون الثاني / يناير ٢٠٢١ إلى حد كبير إلى الصين.

لكن الطريق إلى الهُدنة التي من شأنها أن تفتح بالكامل قدرة إيران التصديرية البالغة ٢.٦ مليون برميل في اليوم لا يزال معقدًا.

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن

” إن على إيران إعادة مخزوناتها من المواد النووية إلى المستويات المحددة في الاتفاق قبل إجراء المحادثات “

بينما تقول طهران

” إن واشنطن بحاجة إلى إظهار حسن النية من خلال رفع العقوبات الصارمة التي أعاد فرضها سلفه دونالد ترامب عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية في منتصف عام ٢٠١٨ “

ارتفع ( إنتاج Production not Exports ) الخام الإيراني بشكل مطرد منذ الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠٢٠.

في كانون الثاني / يناير ٢٠٢١, أنتجت إيران ٢.١٤ مليون برميل في اليوم من الخام, وهو أعلى مستوى لها منذ تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠١٩, وفقًا لآخر مسح ستاندرد آند بورز غلوبال پلاتس لإنتاج أوبك.

قالت مصادر لپلاتس

” من المرجح أن يأتي المزيد, لا سيما في الفترة التي تسبق احتفالات رأس السنة الإيرانية ( ١٤٠٠ شمسي ), النوروز في أواخر أذار / مارس ٢٠٢١ “

أمرت الحكومة مؤخرًا مشغلي النفط المحليين بتكثيف العمليات, إلى حد كبير من حقول جنوب أزدجان وغرب كارون.



كانت الطاقة الإنتاجية قبل العقوبات حوالي ٤ مليون برميل في اليوم.

قالت سارة ڤاكشوري, رئيسة شركة استشارات الطاقة SVB Energy International

” لقد تلقت حقول النفط الإيرانية والشركات المنتجة بالفعل جدولًا زمنيًا مخططًا وأوامر لزيادة إنتاجها, إذا كانت هناك قيود أقل على الصادرات, ويمكن لإيران زيادة صادراتها تدريجياً, فيمكننا نتوقع زيادة تدريجية في الإنتاج تتراوح بين ١٢٠,٠٠٠ و ١٥٠,٠٠٠ برميل في اليوم شهريًا في الأشهر القادمة “.

صرحت پلاتس أناليتيكس ( Platts Analytics )

” إن الولايات المتحدة وإيران يمكن أن تتوصلا إلى إتفاق إطاري لاستعادة الاتفاق النووي, أو اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة, في أقرب وقت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة, مع زيادة إمدادات الخام الإيراني بمقدار مليون برميل في اليوم بين شباط / فبراير و كانون أول / وديسمبر ٢٠٢١ “

قالت بلاتس أناليتيكس Platts Analytics

” إن تخفيف العقوبات بالكامل قد لا يحدث حتى الربع الرابع من ٢٠٢١, ومع ذلك, بإفتراض أن إيران ستحتاج أربعة أشهر لإعادة مستويات تخصيب اليورانيوم, إلى مستويات ألاتفاقية المنصوص عليها “

وقالت في مذكرة

” الإنتاج ينمو بعد ذلك بمقدار ٥٠٠,٠٠٠ برميل في اليوم بحلول حزيران / يونيو ٢٠٢٢, ١٥٠,٠٠٠ برميل في اليوم بنهاية عام ٢٠٢٢ “.


استراتيجيات ملتوية

إن العقوبات الأمريكية, التي تفرض عقوبات شديدة على مشتري النفط الإيراني وتضعهم في قائمة سوداء من النظام المالي الأمريكي, جعلت إيران تجد طرقا ملتوية في إيجاد منافذ لخامها الثقيل.

أصبح الحصول على تقديرات دقيقة لتدفقات النفط الخام والمكثفات في إيران أمرًا صعبًا للغاية حيث أوقفت العديد من ناقلات النفط المملوكة للدولة في البلاد أنظمة تتبع الأقمار الصناعية الخاصة بها لإخفاء شحناتها.

ورفض المسؤولون الإيرانيون بشدة الكشف عن أي بيانات عن إنتاج الخام أو الصادرات منذ إعادة فرض العقوبات.

تقدر شركة TankerTrackers.com , وهي شركة أبحاث تتعقب عن كثب تدفقات النفط العالمية

” أن إيران صدرت ١.٥ مليون برميل في اليوم من الخام والمكثفات الشهر الماضي, ٢٠٢١, مقارنة بمتوسط ​​٩١٦,٠٠٠ برميل في اليوم في عام ٢٠٢٠”

” خلال الأشهر القليلة الماضية, شهدنا عمليات سحب من التخزين البري والعائم, بالنظر إلى أن خط الأساس للتصدير الإيراني أعلى بكثير من معظم التقديرات, فإن أي إعفاءات من العقوبات من قبل إدارة بايدن ستنظر إليها إيران فقط على أنها مكافأة لما تشحنه حاليًا “.

ومع ذلك, قالت شركة استخبارات البيانات ( Kpler ), بإن صادرات النفط الإيرانية عند ٥٥٠,٠٠٠ برميل في اليوم في كانون الثاني / يناير ٢٠٢١, في تقرير حديث

على الرغم من أنها قالت

” على الأرجح ستراجع هذا الرقم, مع زيادة تتبعها للسفن الخفية ( التي تغلق إشارتها ) الإيرانية “

قدرت سارة ڤاكشوري

” الصادرات بنحو ٨٠٠,٠٠٠ برميل في اليوم, كلها نفط “

في حين أن مصدرًا صناعيًا آخر تحدث إلى پلاتس Platts, بشرط عدم الكشف عن هويته

” أن الصادرات بلغت ٨٤٠,٠٠٠ برميل في اليوم “

تستخدم إيران أيضًا عمليات النقل من سفينة إلى سفينة لبيع نفطها في موانئ الخليج العربي وأجزاء من جنوب شرق آسيا حول ماليزيا وإندونيسيا.

يتم شحن الخام الإيراني إلى هذه المناطق باستخدام سفن مغذية ثم يتم نقله إلى سفن أصغر لا تذكر إيران كنقطة انطلاق.

استعادة الحصة السوقية

قالت مصادر في السوق

” إن الصين, التي تخوض حربًا تجارية مع الولايات المتحدة, كانت المشتري المهيمن لهذه الشحنات, حيث استفادت من أسعار النفط العالمية المنخفضة والخصومات المحتملة التي تقدمها إيران “

وقالت مصادر

” إن من بين المشترين الآخرين سوريا وفنزويلا ( منتجات نفطية ), التي تخضع أيضا لعقوبات أمريكية شديدة وتستورد من إيران مكثفات من حقل فارس ( المشترك مع قطر ) والبنزين “

مثل العديد من الدول التي فرضت إجراءات فيروس كورونا, شهدت إيران انخفاضًا في استهلاكها المحلي من النفط في عام ٢٠٢٠, مما مكنها من تصدير المزيد من النفط الخام والمكثفات.

” لقد فعلوا ذلك دون الحاجة فعليًا إلى زيادة الإنتاج “.

سيكون للشراء الصيني المستمر آثار غير مباشرة على درجات الخام المنافسة, مثل البصرة المتوسط الجديد في العراق والمتوسط الكثافة العربي السعودي.

إيران , العراق والمملكة العربية السعودية أعضاء في أوبك, تخضع إيران للأعفاء من تخفيضات الإنتاج الكبيرة للمنظمة بينما لا تزال تحت العقوبات.

إذا تراجعت أوبك وحلفاؤها, بما في ذلك روسيا, عن حصصهم الإنتاجية في وقت لاحق من هذا العام مع تعافي الاقتصاد العالمي من الوباء, كما هو متوقع, فستواجه إيران منافسة متزايدة في السوق.

وكانت الإمارات, روسيا, السعودية, العراق, الكويت, عمان, المكسيك والإكوادور وكولومبيا من بين الدول التي استفادت من تراجع صادرات النفط الإيرانية, حيث تنتج خامًا مماثلاً لإيران.

الخام الإيراني ثقيل ومتوسط ​​بشكل أساسي, ولكنه يحتوي على نسبة عالية من الكبريت, ويستخدم على نطاق واسع في المصافي المعقدة.

تعد الصين, الهند, اليابان وكوريا الجنوبية, التي تشكل الجزء الأكبر من مراكز التكرير الآسيوية الرئيسية, من المشترين المهمين لهذه الأنواع من النفط, إلى جانب تركيا وأوروبا.